القدس فى القلب

تقييم فترة حكم مبارك


إن من يجعلنا نعيش فى بلادنا أغرابا تائهين فيها ويعتقد ان بقاء نظامه والسماح لابنه بان يخلفه يعتمد فقط على رضا اسرائيل عنه .. ولا يعتمد على رضا الله عنه أو رضا شعبه ..ومن ثم يقدم لاسرائيل التنازلات تلو التنازلات ويصدر لها الغاز ( مدعما ) وباسعار رمزية مخالفا حكم القضاء فى هذا الشان حتى أن مصر أصبحت تتحمل خسارة فادحة بسبب الثمن البخس الذي تبيع به الغاز، لاسرائيل قدرها البعض بنحو 13.5 مليون دولار في ( اليوم الواحد ) وفى المقابل يعمل على رفع سعر انبوبة البوتجاز على شعبه الى 25 جنيه ، ويحاصر شعب غزة الشقيق ويمنع عنه الغذاء والدواء من اجل ارضاء اسرائيل وحتى تؤثر على أميركا والغرب فى دعم نظامه وتقنين نظام الخلافة لابنه جمال ..
ان من يفعل ذلك هو آثم ومذنب بكل تاكيد .

وإن من يعمل على تجويع شعبه ويهدر كرامته ويضرب بتطلعاته وآماله عرض الحائط ولا يلتفت الى معاناتهم وآلامهم.. ويجعلهم يلهثون طوال اليوم من اجل تامين رغيف الخبز لابنائهم ويقتل ويعذب كل من يعلوا صوته صارخا من شدة الجوع والالم او طالبا حقه فى الحرية والعمل والعيش فى بلده عزيزا مكرما .. ان من يفعل ذلك هو آثم ومذنب بكل تاكيد .

إن من يزور الانتخابات رغم انف شعبه ويستخدام البلطجية وقوات الامن لمحاصرة مراكز الاقتراع لمنع دخول اى شخص لا يحمل كرنيه الحزب الوطنى ويملا الصناديق عن آخرها باصوات مزورة .. ثم يعيد استخدام الامن والبلطجية لقمع شعبه بميدان التحرير بعد ان عززهم بالخيل والجمال والحمير .. ان من يفغل كل ذلك هو مدان وآثم بلا شك ..

ان من يلصق تهمة الارهاب بالاسلام ويروج لها ويجعل منها فوبيا لدى الغرب ويحاول اقناع الغرب بانه الحامى لمصالحهم من هذا الارهاب المفترى على الاسلام به .. ان من يفعل ذلك هو ظالم وآثم بلا جدال .

ورغم أن كل ماسبق ذكره هو صحيح وموثق .. لكن اسمحوا لى أن نقيم فترة حكم مبارك باكثر موضوعية ومن كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية :

صورة
الناحية الاقتصادية :

حيث تؤكد كل التقارير التي تنشر من الأجهزة الرقابية من داخل مصر وهي أجهزة تابعة للحكومة .. تؤكد على فشل فترة حكم مبارك فشلا ذريعا و يمكن أكثر التقارير التى تؤكد على هذا الفشل هى تقارير جهاز التنمية البشرية ، والتى تشير الى أن معدل البطالة في مصر وصل إلى 10.5% من بين 30.1% هم قوة العمل بالنسبة للسكان.

نسبة من يعيشون تحت خط الفقر وصلت إلى أكثر من 23% من أجمالي عدد السكان ، بل وصل في بعض المحافظات إلى 70% من عدد سكان المحافظة.

حتى تقرير البنك الدولي ذكر أن حوالي 30% من عدد السكان يعيشون على أقل من دولار واحد يوميا.
أما عن التضخم فحدث و لا حرج فقد تضائلت قيمة الجنيه بعد أن كان في فترة السبعينات له قوة شرائية قوية ، وكان سعر الدولار أمام الجنيه 0.75 قرش ثم ارتفع الدولار في الثمانينات الى 2.5 جنيه .
ثم تأتي التسعينات ليصل الدولار إلى 5.5 و و في أوئل الألفية وصل الدولار إلى 6 جنيهات ، ثم أنخفض بعد ذلك إلى تقريبا نفس معدل التسعينات بعد تدخل البنك المركزي ، و لكن أدى ذلك إلى تضخم مفرط في ميزان المدفوعات و زيادة الدين الداخلي على الحكومة لتعوض الفارق في بين السعر الحقيقي للدولار و السعر المتداول و بالتالي أنخفض الدعم الحكومي على أكثر الخدمات الأساسية و مقدمتها الخدمات الصحية و التعليمية بأكثر من 25% من الميزانية العامة .

و نأتي إلى سياسة الخصخصة التى أدت إلى فقدان الدولة إلى أصول أقتصادية مهمة و كانت بمثابة السد الذي يحمي المجتمع من أخطار رؤوس الأموال و الاحتكارات و مع بيع القطاع العام أرتفعت العديد من السلع خاصة السلع الخاصة بالبناء مثال على ذلك قبل خصخة صناعة الحديد الصلب في مصر و بيع خطوط أنتاج مصنع الحديد و الصلب أرتفع سعر طن الحديد من 350 جنيه إلى أكثر من 1500 جنيه مرة واحدة ثم وصل الى اكثر من 8000 جنيه فى وقت من الاوقات وبعـد أن أحتكر فرد واحد صناعة و تجارة الحديد ، ونفس الامر ينطبق على صناعة الأسمنت و كل ما يدخل في صناعات البناء و بالتالي تأثرت حركة البناء و أرتفعت أسعار العقارات بنسبة كبيرة ،
الناحية الاجتماعية :

أما على المستوى الأجتماعي ، فمع تردي الحالة الاقتصادية كان لابد من تأثر الحالة الاجتماعية للشعب ، وشاهدنا في مصر نغمة طبقية شاذة عن طبيعة المجتمع ككل ، و مدن ، و شواطىء للخاصة ، تعليم خاص و وظائف خاصة بأبناء الذوات ، و بالتالي أرتفعت نغمة الطبقية في مصر ، و بالتالي حدث نوع من الانتكاسة الاجتماعية و شاهدنا لأول مرة جرائم من نوع غريب لم تكن معروفة من قبل نتيجة للسياسات الخاطئة بعـد أن وصل الضغط على الشعب المسكين إلى أقصى درجاته.
كذلك شاهدنا اصدار قوانين ليست فقط سيئة السمعة و لكن تؤدي إلى أنهيار أجتماعي و أقتصادي تام منها قانون إيجارات الأراضي الزراعية الذي تسبب في أرتفاع سعر المحاصيل الزراعية بشكل غير مسبوق ، خصوصا و انه واكب في نفس القترة قرار بتطبيق السياسة الحرة في الزراعة بعـد ان كانت الزراعة في مصر يتم تخطيطها مركزيا من خلال وزارة الزراعة حتى لا يتم أجهاد الأراضي الزراعية بمحاصيل معينة ، وبالتالي فقدت مصر مركزها في سوق تصدير القطن و تراجعت ، بعد ان أهتم العديد من الزراع بزراعة الأرز بدعوى أنه أكثر ربحية من القطن ، فزراعة الأرز بشكل مكثف و غير مخطط تسبب في تطبيل الأراضي الزراعية ( أي زيادة نسبة المياه الجوفية ) و بالتالي زيادة نسبة ملوحة الأرض.
اغتيال الحريات :

أما عن الحريات فحدث و لا حرج في عهد مبارك حبس أكبر عدد شهدته مصر في تاريخها كله بدءا من حملات الاعتقال التي طالت العاملين في الأحزاب السياسية المعارضة، وكان بعضهم عرضة للتعذيب. ومن بين هؤلاء صحفيون لجريدة الشعب والأهالي والحقيقة. وقد ألقي القبض على مجدي حسين وحمدين صباحي وذلك كله بعد إعلان موقفهم من حرب عاصفة الصحراء 1991، وعادل حسين بسبب كتاب "لماذا نقول لا لمبارك" عام 1993. وأحيل عبد الستار أبو حسين (جريدة الشعب) إلى المحكمة العسكرية عام 1994. وتمت محاكمة 56 من المشتغلين في الصحافة أثناء تطبيق القانون الذي عرف بقانون اغتيال الصحافة". وكان الملاحظ أن الحبس يكون عقوبة على تناول شخصيات عامة بالنقد كما تم في حبس صحفي جريدة الشعب لاتهام وزير الزراعة يوسف والي بإشرافه المباشر على دخول مبيدات وأسمدة غير صالحة للاستخدام ومن شأنها الإضرار بصحة المواطنين، وهو ما أثبتت الأيام صحته فيما بعد. وتم حبس ثلاثة صحفيين من جريدة المصري اليوم في قضية وزير الإسكان. ولم يكتف النظام بتلفيق تهم الحبس فقط بل تعداها لممارسة إرهاب الدولة ضد الصحفيين الشرفاء عندما طالت يده بالخطف كلا من وائل جمال في جريدة الأهرام وإبراهيم الصحاري بالعالم اليوم وذلك عقب أحداث مظاهرات 20 مارس ضد احتلال العراق، وانتهاء بخطف عبد الحليم قنديل بالعربي الناصري وضربه في أكتوبر 2004 لانتقاده سياسة مبارك ومحاولة توريث الحكم لنجله.
أما بالنسبة لمصادرة الصحف فهي أيضا كثيرة. فقد تمت مصادرة جريدة الأهالي عند نشرها جزءا من كتاب "خريف الغضب" لهيكل، وكذلك صودر كتاب الأهالي "لهذا نعارض مبارك". وفي عام 1988 داهمت أجهزة الأمن مطابع الأهرام، وقامت بمصادرة "جريدة صوت العرب". ثم جاءت مصادرة جريدة الدستور في عام 1999 وشهد عام 2000 مصادرة جريدة الشعب الناطقة بلسان حزب العمل وبتجميد نشاط الحزب. وفي 2001 تمت مصادرة جريدة النبأ، ناهيك عن المطبوعات التي بدأها بمصادرة كتاب "واقعنا المعاصر".... في بداية تولية السلطة، مرورا بمصادرة كتاب "خريف الغضب" لهيكل، و"نقد الخطاب الديني" لنصر حامد أبو زيد، وانتهاء بكتاب "طريق الاشتراكية إلى التغيير" الصادر عن مركز الدراسات الاشتراكية.
هذا بخلاف قانون الطوارىء الظالم والجائم على انفاسنا منذ عام 1981

التعذيب والفساد :
أما عن التعذيب فى مصر فيمكننا الرجوع إلى اليوتيوب و أكتب فقط في خانة البحث كلمة (مبارك) ، وسترى عشرات الفيديوهات عن ما بحدث في أقسام الشرطة للمواطنين العاديين لتتعرف على اساليب غريبة و عجيبة للتعذيب ، لم تنل فقط من النشاطاء السياسيين والمتدينين بل طالت المواطنين العاديين وخاصة المثقفين .

الفساد ... كلمة أصبحت لا معنى لها بعد أن اصبح الفساد في عهد مبارك هو الحدث اليومي الطبيعى الذي تتقابل معه يوميا والذى تعودنا عليه وتوقعناه فى كل مكان وزمان ذهبنا اليه فى مصر .
السياسة الخارجية :
السياسة الخارجية فشل غير مسبوق للسياسة المصرية في مواقف عديدة سأعطي لك بعد الأمثلة فقط
- في عام 1982 أحتلت العاصمة اللبنانية بيروت و لم يتحرك إلا بعد أن اخذ موافقة الأمريكان وقام بإخراج عرفات و آخر من بقوا من الفلسطينين اللذين تم محاصرتهم إلى تونس ( بعد أقل من عام من بداية حكمه)
- 1985 مهزلة أعتراض الطائرات الأمريكية للطائرة المصرية و هي في طريقها إلى تونس و هي تقل الفدائيين الفلسطينين اللذين كانوا أختطفوا السفينة الأيطالية أكيلي لاورو لتتوجه إلى إيطاليا ، في نفس العام تم قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس
- 1986 حادث الجندي المصري سليمان خاطر و مؤامرة أنتحاره
- أختفاء دور مصر الريادي في جامعة الدول العربية
- أختفاء دور مصر في منظمة الوحدة الأفريقية
أختفاء دور مصر كعضو مؤسس في منظمة دول عدم لانحياز

وهناك المزيد والمزيد من الاخفاقات والانتكاسات والجرائم التى ارتكبت فى عهد مبارك والجميع يعلمها تماما .

لكن مابدا لنا واضحا فيما مضى وولى بغير رجعة ان الرئيس مبارك كان لا يعبأ بشعبه وابنائه ومتطلباتهم وهمومهم .. لقد كان يعتقد ان من يحمى عرشه .. وان من سيعين ابنه على الجلوس على نفس العرش هى اسرائيل بما لها من نفوذ لدى اميركا والغرب .. فقط اسرائيل ولا غيرها . . ولذلك فقد ضحى كثيرا من اجلها .. ولكن مبارك سقط وسقطت معه نظريته الحمقاء .

وفى النهاية فان من يستخدم الخيل والجمال والحمير والبلطجية فى قمع شعبه لابد ان يسقط .. وان من يذبح ويعذب ابناء وطنه من طالبى الحرية والعدل لابد ان يسقط .. وان من يلقى على رؤوس المصلين بالغاز الخانق والمسيل للدموع ويصوب خراطيم المياه الساخنة فوق اجسادهم يكون قد اغضب الله .. وان من يغضب الله لابد ان يسقط وينتهى وبغير رجعة ..ونامل من الله ان تسقط أذناب النظام المتبقية كلها عما قريب حتى يكتمل النصر ونرى مصرنا حرة مدنية ديمقراطية يراسها رجلا بحجمها ويحكمها افضل واعلم اهلها .. يحكمهاالعلماءلاالعوالم من فرقة رضا ومودى وحسين الامام .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More